رساله من القلب إلى شعب غزه وعموم شعب فلسطين

من جماعات اليهود المتدينين والمناهضين للصهيونيه من كل أرجاء العالم

 

بعون من الله العظيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

 

نحن، وفد حاخامات ناتوري كارتا، قد حضرنا إلى غزة حتى نظهر من صميم قلوبنا الدعم والتضامن مع أهل القطاع الصامد وجميع فلسطين الذين يوعانون ولأكثر من مئة عام على أيدي الصهيونية. ونحن إذ نقف وجهاً لوجه مع ضحايا ظلم الصهيونية، فإننا من أعماق قلوبنا نشعر بحجم المأساة التي ألحقت بكم، ولازالت تحاك ضدكم وبلا توقف.

 

لأكثر من مئة عام، قمع وروّع الصهاينة شعبكم العظيم الذي لطالما كان على مدى التاريخ ودوداً مع اليهود. إن شعبكم قد وفر الأمان والصداقة والضيافة وكل ما يمكن أن يقدم من حُسن الجوار. ولازال بيننا شهود أحياء يشهدون على طيب العلاقات، بين اليهود والفلسطينيين في مدينة القدس وكل أرض فلسطين، هذه العلاقات التي امتدت إلى مئات السنين حتى بدأت أنشطة الصهاينة الذين تدرجوا في شرورهم وغيهم حتى أقاموا جدران من عدم الثقة والكراهية بين بعض اليهود وشعب فلسطين العظيم.

 

ولغايات كسب تعاطف ودعم العالم، أقدم الصهاينة على سرقة الهوية اليهودية. أنه لشعور فظيع بالخزي والإهانة أن تحدث كل هذه الأفعال المشينة بإسم اليهودية وبإسم التوراة. لقد استخدمت هويتنا لارتكاب أفظع الجرائيم، إن الصهيونية المغلفة بهوية التوراة ليست سوى حركة سياسية مادية بحته عاصية لتعاليم الله . إن تعاليم التوراة واضحة:"إن الله قد نفى اليهود وحرّم عليهم السيادة على أي بقعة في العالم، ووفقا لتعاليم الملك سليمان الموضحة بالتلمود "لقد أخذ منا العهد على ألا نعود مجتمعين الى الارض المقدسة، أرض فلسطين. قد أمر الله اليهود ألا يكونوا ضد أي أمة وأن يكونوا مواطنين مخلصين وأوفياء للدوّل المضيافه، وقد أمر الله اليهود ألا يحاولوا أبدا إنهاء هذا النفي الإلهي. فإنه حتى ولوّ كانت، فرضاً، الأرض المقدسة غير مؤهولة ومقفرة، فإنه محرماً تحريماً قطعياً أن تنشئ عليها دولة لليهود. إن هذه الوصايا قد حفظت آلاف السنين قبل الصهيونية ولم يفكر أي يهودي في إنشاء كيان، ناهيك عن إستخدام قوة السلاح لتحقيق ذلك الكيان.

 

لقد خالفت الصهيونية كل هذه التعليمات وتمردت وعصت لأنها رفضت فكرة العقاب الإلهي لليهود بالنفي وسعت إلى تحويل ما هو كيان معنوياً إلى كيان مادي مصطنع.

 

إن الخطيئة قد تراكمت عندما قرر الصهاينة إنشاء دولتهم المصطنعة على أرض فلسطين المأهولة بسكانها الأصليين لآلاف السنين. إن الصهاينة قد خالفوا كل قاعدة أخلاقية وردت في التوراة، والتي قالت لا تقتل فقتلوا..لا تسرق فسرقوا..عامل أخيك الإنسان بالرفق والعدل فقتلوا وشردوا أغلبية الفلسطينيين..وشنوا حرباً ونشرو الدمار. الصهاينة لم يأبهوا أبدا بأرواح اليهود وغير اليهود، كل همهم هو القوة والمجد.

 

إن الصهاينة قد تسببوا في مأساة بالغة للفلسطينيين غير اليهود، بل قد اضروا أيضاً بيهود فلسطين الذين عاشوا بسلام قبل وصول الصهيونية. مثل جماعة الحاخام "يوسف زوننفلد"، ذو الذكره المباركه، الذي التقى القيادات العربية وأكد لهم أن يهود التوراة ليس لديهم طموح سياسي، وجماعة الحاخام "يوسف تزفي دشنسكي" الذي ترافع أمام هيئة الأمم في العام 1947 مؤكدا أن الصهيونية لا تمثل اليهود، وان اليهود لا يريدون دولةً يهوديه.

 

لكن الصهاينة نجحوا، ونرى اليوم النتيجة الحتميه لهذا النجاح، عذاباً وألاما للشعب الفلسطيني لاكثر من 60 عاما.

 

إن زيف الإدعاء بقدسية طلب دولة لليهود في فلسطين ليس سوى تلويح بالتوراة لإضفاء الشرعيه على سرقتهم. أن زعم الصهاينة بأن لديهم الحق بانتزاع فلسطين، زعم يخالف تعاليم التوراة. إنها الوقاحة بعينها أن يقول الصهاينة أن فلسطين أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض. لقد نجحوا في ترويج تلك الأكاذيب بسبب انحياز الإعلام لهم وبدعم القوى الغربية.

 

أدرك الصهاينة أنهم بحاجة إلى لإضفاء الشرعيه وتغطية سرقتهم الكبرى لفلسطين عبر الزعم الكاذب بأنهم أصحاب حق توراتي مقدس، وإن دولتهم هي تحقيق تعليمات توراتية وخلاص ووعد الاهي. لكن كل ذلك محض كذب وتزوير. غير صحيح أن التوراة لا تقول بخلاص اليهود عبر إنشاء حركة سياسية تدعوا للاستقلال! إن الخلاص سيكون بأن ينشئ الله مملكتة في العالم لتخدم الإنسانية الله الواحد، "ولن تشهر أي أمة سيفها ضد أي أمه أخرى، أبدا لن يكون هناك حروب".

 

لهذا حضرنا اليوم إلى غزة حتى يعلم أهل غزة، أننا نشعر بكم، نحن كيهود توراتيون نعيش في فلسطين وأمريكا وكندا وبريطانيا وكل مكان في العالم، نقف متعاطفين ومتضامنين معكم يا أصدقائنا في غزة وكل فلسطين. نحن نشعر المعاناة التي تعيشونها، كما نشعر بالإهانة والإحباط والخزي خاصةً لأن ذلك يحدث باسمنا و باسم التوراة، ولأن أصواتنا التي ترفض وتدين الصهيونية تكاد لا تسمع، ولأن مظاهراتنا لا تحظي بالتغطية الإعلاميه.

 

اليوم نحن نعاني من مضايقات وتهديدات واستفزازات الصهاينة، حتى وصل الأمر إلى حد الاعتداءات بالضرب المبرح على حاخامات في فلسطين معارضة للكيان الصهيوني. أيضا تتعرض جالياتنا الى مضايقات و أعمال عنف ضد بيوتنا ومكتباتنا في امريكا على يد الصهاينة. ولهذا السبب يتجنب مئات الألوف من اليهود المشاركه علنا في رفض الحركه الصهيونيه.

 

لكننا أيضاً نعلم أن عملنا لن يذهب سدى عند الله الذي يسمع صوتنا ويرى  المعاناه. كل شيء في يد الله، وهو الذي سينهي الكيان الصهيوني كما وعدنا في التوراة: "أن كل من يتمرد على الله لن يفلح"، نتمنى حدوث ذلك بسرعة وبدون اراقة دماء أكثر من ذلك!

 

سوف نعود إلى مجتمعاتنا برسالة بما رأينا في غزة من جرائم الصهيونية المستمرة ضد الفلسطينيين. لقد ساهمنا في إحضار بعض الأدوية والمستلزمات الطبية، والحقيقة أن هذا ليس سوى نقطة في محيط مما تحتاجون. إن عملنا هذا هو خطوة رمزية لنكشف للعالم حقيقه حريتكم المسلوبه، وللتعبير عن تعاطف وتضامن بعض يهود العالم معكم.

 

نحن نؤمن بأن الحل الوحيد العادل هو بإعادة كامل حقوق الفلسطينيين على كامل أرض فلسطين، وحين ذلك فقط سيعود الوئام والسلام بين العرب واليهود، عندها سيكون بإمكان اليهود إظهار الشكر والعرفان على حسن ضيافة الشعب الفلسطيني لهم لمئات السنين.

 

نحن ندعوكم، وبكل تواضع، ألا تطلقوا على هذا الإحتلال أسم "دولة اليهود" أو "اليهود" ، لآنكم بقبولكم ذلك تخدمون الصهيونية. إن زعم الصهاينة الكاذب بأنهم الشعب اليهودي يخدم مصلحتهم في إظهار ان الصراع الدائر هو صراع ديني وأن أهل فلسطين وغزة متعصّبون ومعادون للسامية، وهذا كذب، لأن الفلسطينيين هم ضحايا الصهيونية التي سرقت أرضهم وشردتهم. سمّوا دولتهم بإسماها "دولة الصهاينة" وفرقوا بين اليهودية واليهود من جهة، وبين البربرية والمعصية لله المتمثلة في الصهيونية من الجهة الأخرى. ليعلم العالم أنه ليس صراع أديان، وتذكروا التاريخ الحقيقي  حيث عاش العرب واليهود  في سلام ووئامٍ.

 

ان العرب أصدقائنا، ولقد تعايشنا معا في السابق، ومازلنا أصدقاء. ساعدونا على نشر الوعي والحقيقة في جميع أنحاء العالم، حقيقة ما يجري وما هو السبب الرئيسي لكل هذا العذاب في الأرض المقدسة، وهو الكيان الصهيوني، الجار الجديد في المنطقة. دعونا نخلص من هذا الجار بإزالته حتى يعود السلام والوئام.

 

ندعو الله ان يبلسم ويشفى جراحكم وأن يعينكم على إعادة البناء، وأن يحقق الحرية الكاملة لشعب غزة وفلسطين، وندعوه ان يكون ذلك عاجلاً وبسلام...... كما ندعو الله ان يجعل من كابوس الصهيونية ذكرى من الماضي...

وندعو الله أن نحتفل سويا بغزة الحره والقدس الحره وبفلسطين الحره.... وندعو الخالق العظيم ان يصلح العالم حيث لا حروب وأن تخدم كل الانسانية الله في سلام

آمين  آمين

 

الاثنين: 13 / 7 / 2009

 

Neturei Karta International……….. ناتوري كارتا العالمية

Jews United Against Zionism…..يهود متحدون ضد الصهيونية

 

www.nkusa.org

[email protected]